ومنها أنّه شكى إليه قحوط المطر وهو على المنبر فدعا الله تعالى وما فى السماء فرعة فثارت سحابة مثل الترس ثم انتشرت، ومطروا إلى الجمعة الأخرى حتى شكوا إليه انقطاع السبل، فدعا الله فارتفع عنهم.
ومنها دعوته على عيينة بن أبى جهل (١) أن يسلّط عليه كلبا من كلابه فقتله أسد بالزرقاء (٢) من أرض الشام، ومنها دعوته على سراقة لمّا اتّبعه حين هاجر فارتطمت فرسه، وقد تقدّم ذكرها. ومنها شهادة الشجر له بالرسالة حين عرض على أعرابى الإسلام، فقال: هل من شاهد على ما تقول؟ فقال صلّى الله عليه وسلم:
«هذه السمرة» فدعاها فأقبلت إليه تخدّ الأرض حتّى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثا، فشهدت كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ومنها أنّ أعرابيّا من بنى عامر قال له: إنّك تقول أشياء فهل لك أداويك؟ وكان يداوى ويعالج، فقال له النبى صلّى الله عليه وسلم:«هل لك أن أريك آية»؟ وعنده نخل وشجر، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عزقا منها (٨٣) فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه، ويسجد ويرفع رأسه، حتى انتهى إليه، فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«ارجع إلى مكانك» فرجع إلى ما كان عليه، فقال له العامرى: والله لا أكذّبك فى شئ تقوله أبدا.
ومنها أنّه أمر شجرتين فاجتمعتا ثم أمرهما فافترقتا، ومنها أنّه أمر أنسا أن ينطلق إلى نخلات، إلى جانبهن رجم من حجارة فيقول لهنّ: يقول لكنّ