للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتح ذلك الباب عليهم، ولن يمرّ لك إلاّ ثلاث حتى تستشهد فى سبيل الله، فقال: وأنّى لى بالشهادة وبينى وبين أجناد العرب ما علمت؟ فقال كعب: إنّ سبل الله تعالى كثيرة، وأفضل سبله الصلاة، فلمّا كان اليوم الثالث قال عمر:

يا كعب، هذا اليوم الثالث، قال: إنّ لى الليلة إلى الصباح، فخرج عمر رضى الله عنه ليوقظ الناس أهل المسجد إلى الصلاة، فطعنه أبو لؤلؤة، (١٨٦) وقال عمر رضى الله عنه عندما قال له كعب ما قال:

تواعدنى كعب ثلاثا أعدّها ... وأعلم أنّ القول ما قال لى كعب

وما بى لقاء الموت، إنّى لميّت ... ولكنّ ما بى الذّنب يتبعه الذّنب (١)

وقالت عائشة رضى الله عنها: سمعت نائحة الجنّ تبكى قبل قتل عمر، تقول:

ليبك على الإسلام من كان باكيا ... فقد وشكوا هلكا وما قدم العهد

وأدبرت الدنيا وأدبر أهلها ... وقد ملّها من كان يؤمن بالوعد (٢)

وكان عمر رضى الله عنه لا يؤذن لسبى أن يدخل المدينة، فكتب المغيرة ابن شعبة، وهو على الكوفة، يستأذن على أبى لؤلؤة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ عندى غلاما، وعنده أعمال كثيرة فيها منافع للمسلمين، إنّه حدّاد نقّاش، فلو أذنت له، فأذن له، وضرب عليه المغيرة مائة درهم فى كلّ شهر، فاشتكى إلى عمر ثقل خراجه، فقال: ماذا تحسن؟ فذكر الأعمال التى يحسنها، فقال عمر: ما خراجك بكثير فى جنب ما تعمل، ثم دعاه عمر فقال: ألم أخبر أنّك تقول: لو شئت