أقاتلهم، فإنّ ذلك أعظم لحجّتى عليهم، فكان يقول: وددت والله لو قتلت مع عثمان.
وقال أبو هريرة لعثمان رضى الله عنه: أنفرجهم عنك بالضرب؟ فقال: لا، إنّك إن قتلت رجلا واحدا فكأنّما قتلت الناس جميعا.
ودخل زيد بن ثابت على عثمان، فقال: إنّ الأنصار بالباب يقولون إن شئت كنّا أنصار الله مرّتين، فقال عثمان: أمّا القتل فلا.
وقال عثمان لأصحابه: أعظمكم عنّى غناء من كفّ يده وسلاحه.
وقال عثمان: من رأى لنا سمعا وطاعة فليلق سلاحه، فألقى الناس أسلحتهم إلاّ مروان بن الحكم، فإنّه قال: وأنا أعزم على نفسى ألاّ ألقى سلاحى، قال أبو هريرة: كنت فيمن أقسم عليه عثمان، فألقيت سلاحى فما أدرى من أخذ سيفى.
وجاء عبد الله بن الزبير لينصر عثمان، فقال له أنشد الله رجلا أراق فىّ دما، وكان فى الدار مع عثمان سبعمائة رجل، منهم الحسن، والحسين، وعبد الله ابن الزبير.
وأمّر عثمان ابن الزبير على الدار، وقال: من كانت لى عليه طاعة فليطع ابن الزبير، وجاءت أمّ حبيبة بنت أبى سفيان زوج النبى صلّى الله عليه وسلم بإداوة (١) فيها ماء إلى عثمان وهو محصور، فمنعت منه، فقالت: إنّه كان المتولّى لوصايانا وأمر أيتامنا، وإنّى أريد مناظرته، فأذنوا لها، فأعطته الإداوة (٢).