وكشفت عورتها، فقبضت على السيف، فقطع أصابعها، فقالت لغلام لعثمان:
أعنّى على هذا الفاسق، فضربه الغلام، فقتله.
وبلغ عليّا الخبر فجاء وطلحة وسعد، وجاء أهل المدينة وقد ذهبت عقولهم لتلك المصيبة، فاسترجع الناس ولطم علىّ الحسن، ودفع فى صدر الحسين، وشتم محمّد بن طلحة، ولعن ابن الزبير.
وقاتل دون عثمان فى ذلك اليوم ثلاثة نفر، فقتلوا معه، وهم: عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود، وعبد الله بن عوف، وعبد الله بن عبد الرحمن ابن العوّام بن خويلد.
ولمّا عاد علىّ عليه السّلام إلى منزله وهو غضبان، جاءه الناس يهرعون إليه ويقولون: أنت أمير المؤمنين! فقال: ليس هذا إليكم، إنّما ذلك إلى أهل بدر، فمن رضوا به فهو الخليفة، فأتاه أهل بدر، فقالوا: ما نرى أحدا أحقّ بها منك، وسيأتى ذكر ذلك فى موضعه إن شاء الله تعالى.
قال أبو قلابة: دخلت فندقا بالشام فإذا رجل مقطوع اليدين والرجلين، أعمى، ملقى على وجهه، ينادى: يا ويله، النار! فأتيته، فسألته عن حاله، قال: كنت فيمن دخل (٢٣٧) على عثمان يوم الدار، وكنت فى سرعان من وصل إليه، فلمّا دنوت منه صرخت امرأته، فرفعت يدى فلطمتها، فنظر إلىّ عثمان وتغرغرت عيناه، وقال: سلبك الله يديك ورجليك، وأعمى بصرك، وأصابك بنار جهنّم! فخرجت هاربا حتى أتيت مكانى، فأتانى آت ففعل [بى](١) ما ترى، فو الله ما أدرى إنسيّا كان أو جنّيّا؟ وقد استجاب الله فى يديه ورجليه وبصره،