سبحانه فى حقّهم:{وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْااناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ»}(١).
ويقال: إنّ الأحنف هو الذى طعنه، وكان لمّا حمل على الأحنف قال الأحنف: الله الله يا زبير (٢٧١) فأمسك الزبير عنه، فحمل ابن جرموز ورجل آخر معه على الزبير، فقال الزبير: قاتلك الله، تذكّرنا بالله وتنساه. فغافصاه حتى قتلاه، واحتزا رأسه، وأخذ ابن جرموز سيفه، وأتى عليّا عليه السّلام فلمّا رآه علىّ قال: سيف طالما جلّى به الكرب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولكنّه الحين ومصارع السوء.
قال جرير للفرزدق:
قتل الزبير وأنتم جيرانه ... غيّا لمن قتل الزّبير طويلا
ويقال: إنّ الزبير لمّا انصرف لقيه رجل من بنى مجاشع، فقال: يا زبير أنت فى جوارى، فقال الأحنف: يا عجبا للزبير! ألّب بين النّاس ثم نجا بنفسه، فسمعه ابن جرموز، فتبعه حتى قتله.
وكان الأحنف قد أتى طلحة والزبير، فدعواه إلى بيعتهما، والطلب بدم عثمان، ومخالفة علىّ، فقال لهما: أمرتمانى ببيعته، ثم تأمراننى بقتاله، فقالا:
أفّ لك، إنّما أنت فريسة آكل، وتابع غالب.
وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، امرأة الزبير ترثيه: