بعملك، ويجازيك بما قدّمت يداك، وإنّى أشدك الله، لا تفرّق جماعة اجتمعوا فى الله، وأن تحقن دماء هذه الأمّة.
قال: فقطع عليه معاوية الكلام وقال: فهلاّ أوصيت بذلك صاحبك؟ فقال أبو عمرة: إنّ صاحبى ليس مثلك، وإنّه أحقّ بهذا الأمر منك لفضله وسابقته، وقرابته، وتفدّمه فى الإسلام، قال: فماذا تقول؟ قال: آمرك بتقوى الله تعالى، وإجابة ابن عمّك إلى ما يدعو إليه من الحقّ، فإنّه أسلم لك فى دنياك، وخير لك فى آخرتك.
قال معاوية رضى الله عنه: وبطل (١) دم عثمان؟ لا والله لا أفعل ذلك أبدا، قال: فذهب سعد بن قيس يتكلّم فبادره شبيب بن ربعى، فتكلّم، وحمد الله تعالى وصلّى على نبيّه صلّى الله عليه وسلم وقال: يا معاوية، إنّى قد فهمت ما رددت على ابن محصن، على أنّه ما يخفى علينا ما تعزو وما تطلب، إنّك لن تجد شيئا تستهوى (٢) به الناس، وتستميل به قلوبهم وأهواءهم، وتستخلص به طاعتهم إلاّ قولك: قتل إمامكم مظلوما، فنحن نطلب بدمه، فاستجاب لك سفهاء [طغام](٣)، وقد علمنا أنّك أبطأت عنه بالنصرة، وأحببت أن تكون بهذه المنزلة التى أصبحت تطلب أمرا، وطالبه، يحول الله دونه (٤)، وربّما أوتى المتمنّى أمنيته، وو الله ما لك فى واحدة [منهما](٥) خير، والله لئن أخطأك ما ترجو لأنّك شرّ العرب حالا فى ذلك،