لأحسنا. فقال الحسين: إن علم منى ما أعلم منه فليقل. فقال معوية:
اتق الله يا با عبد الله فى نفسك واحذر أهل الشام إن سمعوا منك ما سمعته أنا منك، فإنهم أعداء أبيك وأعدايك!
قال: ثم أحضر عبد الرحمن بن أبى بكر. فبدأه عبد الرحمن بالكلام قبل كلام معوية وقال: والله لا نبايع لابنك يزيد يوميذ أبدا، ولنردن الأمر شورى بين المسلمين. فقال معوية: إنى لأعرف سفهك، ولقد هممت أن أفعل بك كذا وكذا. فقال عبد الرحمن: يدركك الله به فى الدنيا ويدخر لك العقوبة فى الآخرة. فقال معوية: اللهم اكفنى شر هذا الشيخ، يا هذا اتق الله فى نفسك إن سمع أهل الشام هذا منك! فقال عبد الرحمن: أما نحن فقد اتقينا الله تعالى وجلسنا فى منازلنا! فلم تدعنا حتى تدعونا لبيعة يزيد الخمور والفجور والفهود والقرود. ثم وثب مغضبا ومضى.
قال: ثم أحضر عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال: عهدى بك، تكره الفرقة وتقول: لا أحب أن أبت ليلة ليس علىّ أميرا. إنى أحذرك أن تشق العصاة فى فساد ذات البين. فقال عبد الله بن عمر: يا معوية، قد كان قبلك أيمة لهم أبناء، وما ابنك بأفضل منهم. فلم يوصوا لهم بشئ، غير أنه ليس عندى خلاف لك، إن اجتمع الناس (٣٢) على ابنك وافقتهم.