هذا فجعجع بالحسين ولا تفارقه وجرده إلىّ. فوجّه الكتاب إليه ويقول له: توجّه تحت طاعة بن عمك. فقال الحسين: والله لا أتبعك أو تذهب نفسى، وإن قتلتنى فاذهب برأسى إليه.
قال: ثم إنّ الحسين أفرغ خرجين مملوءين كتبا وقال للحرّ، وهو يوميذ مقدم الجيش: هذه كتبكم إلىّ. قال الحر: لا ندرى ما هذه الكتب، ولا بد من إشخاصك إلى يزيد. قال الحسين عليه السّلام: الموت دون هذا. ثم ركب وركب أصحابه عازمين على العود إلى مكة، فجازوا بينه وبين الطريق. ثم جازوهم إلى قريب من الفراة وحازوا بينهم وبين الماء.
قال: ثم إن عبيد الله بن زياد خطب الناس وحرضهم على محاربة الحسين فأجابوه إلى ذلك، وانتدب إليه عمرو بن سعد ابن أبى وقاص فى خمسة آلاف فصار فى مقابلته. ثم انتدب إليه شمر بن ذى الجوشن لعنه الله فى أربعة آلاف أخر. فلما صاروا بإزاى الحسين عليه السّلام قالوا للحسين: ما الذى جاء بك؟ قال: كتب إلىّ أهل الكوفة أن آتيهم فأتيتهم ليبايعونى. فإن كرهونى انصرفت من حيث أتيت. فكتب عمرو بن سعد ابن أبى وقاص إلى عبيد الله بن زياد بما قاله الحسين. فقال زياد: لا كيد ولا كرامة حتى يضع يده بيدى، وبعث إليهم أن شدوا عليه حتى يستسلم.
ثم بعث (٥٩) إليهم الحسين يقول: ما تريدون منى؟ قالوا: تنزل على حكم عبيد الله بن زياد وإلاّ لا مغاص. فعندها ركب الحسين عليه السّلام