للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقداما، وهو يهدر ويقول <من الرجز>:

أنا علىّ بن الحسين بن علىّ ... أنا الولىّ بن الولىّ بن الولى

أنا بن من سار إلى رضوانه ... حتى تركها بيضا تنجلى

(٦٠) فحملوا عليه وكاثروه، وقد أفشى فيهم القتل فقتلوه. فلما عاينه الحسين صلوات الله عليه مجدلا قال: على الدنيا بعد على العفاء.

قال: وخرجت زينب بنت فاطمة الزهراء جاشية تنادى: وابن خياه، وأكبّت عليه. فردّها الحسين إلى الفسطاط.

قال: ثم بقى الحسين عليه السّلام كلما انتهى إليه رجلا كره قتله فاشتد به العطش. فلم يجد ماء. فجعل يحمل بفرسه نحو الفراة فحالوا بينه وبين الفراة، ورماه أبو الجنوب لعنه الله بسهم فوقع فى جبهته فنزل الدم على وجهه وكريمته. فجعل يلقى الدم بكفه فإذا امتلأت خضب بها رأسه ولحيته ويقول: هكدى ألقى ربى مختضبا بدمى. ثم يومئ بالدم نحو السماء. قال: فصاح الشمر لعنه الله: ما تنتظرون بالرجل؟ ويحكم:

اقتلوه. قال: فأخذته الرماح من كل جهة حتى سقط إلى الأرض. فقال عمرو بن سعد بن أبى وقاص: انزلوا إليه فجزوا رأسه! فنزل إليه نصر بن عرسة لعنه الله فجز رأسه صلوات الله عليه ورحمته وبركاته.