مال الناس براياتهم إليه. فلما رأيت المصعب فى قلة من الناس أتيته بأفراس قد أضمرتها فهى مثل القداح. فقلت: اركب فالحق أمير المؤمنين، فدثّ فى صدرى دثة. وقال: ليس أخوك بالعبد، وأحببت أنا الحياة. فانصرفت. فقال عبد الله بن الزبير: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وكان عبد الملك حين أتى المصعب فى خمسين ألفا، وحضر معه زفر بن الحرث-ولم يقاتل-وقتل مصعب بمسكن.
وكان لما كتب عبد الملك إلى الأشراف من أهل البصرة كتب إلى ابن الأشتر، وهو يعده بولاية العراق. فدفع ابن الأشتر كتابه لمصعب وقال:
أصلح الله الأمير، إن عبد الملك لم يكتب إلىّ بهذا إلا وقد كتب إلى هؤلاء الوجوه بمثله. وقد والله أفسدهم عليك، وإنى أرى أن تأخذ وجوه أهل المصرين فتشدّهم بالحديد. فقال له مصعب: يا با النعمان أنأخذ الناس بالظنّة؟ قال: فاجمعهم بموضع لا يشهدوا فيه الحرب معك: قال: إذا أفسد قلوب عشايرهم، قال: فابعث إلى أخيك بمكة. قال: ليس برأى.
قال: ولما خرج عبد الملك لقتال المصعب، بكت عاتكة بنت يزيد ابن معوية زوجة عبد الملك وبكت جواريها إشفاقا عليه. فقال عبد الملك:
كأنّ كثيّر عزّة رأى ما نحن فيه إذ يقول <من الطويل>:
إذا ما أرادوا الغزو لم يثن عزمه ... حصان عليها نظم درّ يزينها
(٣) أنا الحياة: فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٣٤: «الحياة»
(١٣) ليس: فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٣٧: «ليس هذا»
(١٤) قال: قارن أنساب الأشراف ٥/ ٣٣٧
(١٧ - ١،١٧٢) إذا. . . قطينه: ورد البيتان أيضا فى ديوان كثير عزة ٣٩،٢٤٢