(١١٤) وقال مصعب يوما: يرحم الله أبا بحر يعنى الأحنف. لقد كان يقول لى: لا تلق بأهل العراق عدوا، فإنهم كالمومسة تريد كل يوم بعلا، وهم يريدون كل يوم أميرا.
قال عبد الملك يوما لجلسايه: من أشدّ الناس؟ قالوا: أمير المؤمنين. قال: اسلكوا غير هذه الطريق. قالوا: عمير بن الحباب. قال:
قبّحه الله، ثوب ينازع عليه أعزّ عليه من نفسه ودينه. قالوا: فشبيب. قال إن للحرورية طريقا. قالوا: فمن، يامير المؤمنين؟ قال: مصعب بن الزبير. كانت عنده عقيلتا العرب سكينة وعايشة. ثم هو أكثر الناس مالا.
وجعلت له الأمان ووليته العراق، وعلم أنى أفى له لصداقة كانت بينى وبينه. فأبا وقاتل حتى قتل. فقال رجل: كان مصعب يشرب الخمر.
قال: قد كان ذاك قبل أن يطلب المروة. فأما مذ طلبها، فلو ظنّ أن الماء البارد يفسد مروته ما ذاقه.
قتل مصعب بن الزبير لثمان بقين من جمادى الأولى سنة اثنين وسبعين، وله من العمر ست وثلثين سنة والله أعلم.
ولما بلغ عبد الله بن الزبير مقتل أخيه المصعب، أمسك عن ذكره،
(٧) ثوب: فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٤٥: «لصّ ثوب»
(١٤ - ١٥) قتل. . . سبعين: فى الكامل ٤/ ٣٢٣ (حوادث ٧١): «فى هذه السنة قتل مصعب. . .
فى جمادى الآخرة»، انظر أيضا تاريخ الطبرى ٢/ ٨١٣ (حوادث ٧١)؛ وفقا للامنس، مقالة «مصعب بن الزبير»، توفى حوالى منتصف جمادى الأولى سنة ٧٢