فلما رآها عبد الملك سجد ونصبها للناس بعد ما بعثها للنواحى، وطلبت أسماء أمه أن تدفنه، فمنعها الحجاج من ذلك فقالت: قاتل الله المبير علام يحول بينى وبين جثّته. ووكّل الحجاج بجثّته من يحرسها وهى على خشبته، فلامه عبد الملك، فمكن أمه من دفن [هـ] فوارته بمقبرة بالحجون، وصلّى عليه عروة بن الزبير أخيه وماتت أمه بعده بقليل.
وقيل: إن الحجاج بعث إلى أمه أسماء لتأتينّه ف [لم] تفعل. فقال:
لين لم تأتنى لآمرنّ من يجرّ بقرونها. فقالت للرسول: قل لأبى رغال لا آتيه حتى يفعل ما قال. فلبس الحجاج نعليه وأتى إليها. فكان فيما قالت له: إنّ من أعجب ما قلته تعييرك إيّاى بالنطاقين. فليت شعرى بأى نطاقىّ عيّرثنى، أبا الذى كنت أحمل به الطعام إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو فى [الغار] أم بنطاقى الذى تنطق به الحرّة فى بيتها. وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
لك نطاقان فى الجنة. أما إنى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: فى ثقيف مبير وكذاب. فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت. فانصرف، وهو يقول
(١٢ - ١٣) فى ثقيف. . . فأنت: فى الكامل ٤/ ٣٦١: «. . . فى ثقيف كذّابا ومبيرا، فأمّا الكذّاب فقد رأيناه، تعنى المختار، وأمّا المبير فأنت هو. وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم فى صحيحه»