فقال: حسبك، أنت والله شاعر! احضر الباب فإنى أذكرك، قال:
فجلست على الباب ودخل، فما ظننت أنه أمكنه أن يذكرنى حتى دعا بى فدخلت فسلّمت على عبد العزيز فصعّد فىّ بصره وصوّب. ثم قال:
أشاعر؟ ويلك! قلت: نعم، أصلح الله الأمير. قال: فأنشدنى، فنشدته فأعجبه شعرى. وجاء الحاجب وقال: أيها الأمير، هذا أيمن بن خريم الأسدى بالباب. فقال: ايذن له. فدخل واطمأنّ. فقال له عبد العزيز: يا أيمن كم ترى ثمن هذا العبد؟ فنظر إلىّ وقال: لنعم الغادى فى أثر المخاض، هذا أيها الأمير أرى ثمنه ما [ية] دينار. قال: فإنه له شعرا وفصاحة. قال أيمن: أتقول الشعر ويلك؟ قلت: نعم. قال: قيمته ثلثون دينارا. قال: يا أيمن، أرفعه وتخفضه! قال: نعم، أيها الأمير، خفضته حماقته! ما لهذا وللشّعر! ومثل هذا يقول إنى أقول الشعر! أو يحسنه! فقال: أنشده، يا نصيب. فأنشدته. فقال له عبد العزيز: كيف تسمع، يا أيمن؟ قال: شعر أسود هو أشعر أهل جلدته. فقال عبد العزيز: هو والله أشعر منك. قال: أمنّى، أيها الأمير! قال: إى والله منك. قال: والله أيها الأمير، إنك لملطرف. قال: كذبت! ولو كنت كذلك ما صبرت عليك! تنازعنى، التحيّة وتؤاكلنى الطّعام، وتتّكئ على وسادتى وفرشى، وبك