الذى بك! يعنى وضحا، وكان أيمن كذلك. فقال: أتأذن لى أن أخرج إلى بشر بالعراق واحملنى على البريد. قال: قد أذنت لك. وأمر به فحمل على البريد إلى بشر بالعراق. فقال أيمن فى ذلك <من الوافر>:
(١٣٦) ركبت من المقطّم فى جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشر ألف ألف ... رأى حقّا عليه أن يزيدا
أمير المؤمنين أقم ببشر ... عمود الدين إنّ له عمودا
كأنّ التاج تاج بنى هرقل ... جلوه لأعظم الأيام عيدا
على ديباج خدّى وجه بشر ... إذا الألوان خالفت الخدودا
قال أيوب: يعنى بقوله «إذا الألوان خالفت الخدود» أنه عرّض بكلف كان فى وجه عبد العزيز.
قال: فأعطاه بشر ماية ألف درهم.
ولما جاز أيمن بعبد الملك قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاك بشرا، يا أمير المؤمنين. قال: أتجوزنى! قال: إى والله، أجوزك إلى من قدم إلىّ وطلبنى. قال: فلم فارقت صاحبك؟ قال: رأيتكم، يا بنى أمية، تتّخذون للفتى من فتيانكم مؤدبا، وشيخكم والله يحتاج إلى ماية مؤدب.
فسرّ بذلك عبد الملك فى عبد العزيز، وكان عازما على أن يخلعه ويعقد لابنه الوليد.
وروى أن المديح الذى امتدح به نصيب لعبد العزيز-وهو أول ما دخل عليه-قوله <من المتقارب>: