عايد، ولا فى عملك زايد، فاعمل لنفسك قبل يوم القيمة، وقبل يوم الحسرة والندامة، وقبل أن (١٦٩) يحلّ بك أجلك، وتنزع منك روحك، ويبطل عملك، فلا ينفعك مالا جمعته، ولا ولدا ولدته، ولا أخ تركته.
ثم تصير إلى برزخ الثرى ومجاورة الموتى، فاغتنم الحياة قبل الموت، والقوة قبل الضعف، والصحة قبل السقم، من قبل أن تؤخذ بالكظم، ويحال بينك وبين العمل.
وقال إسحق بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: مسجد دمشق خطّه أبو عبيدة بن الجراح، وكذلك مسجد حمص، وأما مسجد مصر فإنه خطه عمرو بن العاص فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وعن أحمد بن إبراهيم بن هشام قال: أخبرنى أبى عن أبيه قال: لما قدم المهدى يريد بيت المقدس، دخل مسجد دمشق ومعه أبو عبد الله الأشعرى، فقال لما نظر المسجد وأعجبه: يا با عبد الله سبقتنا بنو أمية بثلاث، قال: وما هنّ يامير المؤمنين؟ قال: بهذا البيت، يعنى مسجد دمشق لا أعرف بنى على وجه الأرض مثله، وبنيل الموالى، فإن لهم موالى ليس لنا مثلهم، وبعمر بن عبد العزيز لا يكون والله فينا مثله. قال: ثم أتو بيت