بما أحببت وزنا بوزن. فلما وافاها قالت: هو هديه منى للمسجد. فقالوا لها:
أنتى طلبتى زنته شحا منكى فتهديه للمسجد بغير ثمن؟ قالت: إنما فعلت ذلك ظنا منى أن صاحبكم يظلم الناس فى بنايه. فلما رأيت الوفاء منه علمت أنه ليس بظلم، فتبرعت. فكتب العامل بذلك إلى الوليد، فأمر أن تطبع على صفايحه «هذا لله»، ولم يدخله فى جملة ما عمله فهو إلى اليوم مكتوب عليه ذلك.
وقال بعض السلف رضى الله عنه: وجدت فى كتاب لأهل دمشق أنه أقيمت القبة الرخام التى فيها الفوّارة الماء فى سنة تسع وستين وثلثماية، وأنه وجد بخط إبراهيم ابن الحنايى أن الفوّارة المستجدة فى وسط جيرون أنشيت فى سنة ست عشرة وأربع ماية، وجرت ليلة الجمعة لسبع ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وأربع ماية.
وقال أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عباد: سمعت أحمد بن إبراهيم ابن (١٧٢) هشام يقول: سمعت أبى يقول: ما فى [مسجد] دمشق من الرخام إلا رخامتى المقام، فإنه يقال إنهما من عرش بلقيس، أو قيل عرش سبأ. وأما الباقى فكله مرمر.