قلت: واستشهد عن جميع ما ذكره من شعره بما يصحح عنه (١٩٧) ذكره، فأضربت عنه طلبا للاختصار، إذ لذة الاستماع فى الأحاديث القصار.
وعن الزبير عن عمه قال: كان عمر بن أبى ربيعة يهوى امرأة يقال لها أسماء. فكان الرسول يختلف بينهما زمانا، وهو لا يقدر عليها. ثم وعدته أن تزوره. فتأهّب لذلك وانتظرها. فأبطأت عليه. ثم غلبته عينه فنام، وكانت عنده جارية له تخدمه، فلم تلبث أن جاءت ومعها جارية لها، فوقفت لها وأمرت الجارية أن تضرب الباب فضربته فلم يستيقظ.
فقالت لها: تطلّعى فانظرى ما الخبر. فقالت: هو مضطجع وإلى جنبه امرأة. فحلفت لا تزوره حولا.
قال أبو هفّان فى حديثه: ثم بعث إليها امرأة كانت تختلف بينه وبين معارفه، وكانت جزلة من النساء، فصدقتها عن قصّته، وحلفت لها أنه لم يكن عنده إلا جارية له فرضيت. وإياها عنى بقوله <من الرمل>:
فأتتها طبّة عالمة ... تخلط الجدّ مرارا باللعب
تغلظ القول إذا لانت لها ... وتراخى عند سورات الغضب
لم تزل تصرفها عن رأيها ... وتأتّاها برفق وأدب
وقال إسحق عن حمّاد الراوية قال: استنشدنى الوليد نحوا من ألف
(٦) عليه: فى الأغانى ١/ ١٣٤: «عنه»
(١٤ - ١٦) فأتتها. . . أدب: وردت الأبيات فى عمر بن أبى ربيعة ٢٩
(١٤) طبّة: فى الأغانى ١/ ١٣٥ حاشية ١: «طبة: حاذقة رفيقة» //عالمة: فى عمر بن أبى ربيعة ٢٩: «محتالة»
(١٥) تغلظ القول: فى عمر بن أبى ربيعة ٢٩: «ترفع الصوت»
(١٦) تأتّاها: فى الأغانى ١/ ١٣٥: «تانّاها»، انظر أيضا الأغانى ١/ ١٣٥ حاشية ٢