للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن إسحق قال: لما بلغ الثريا قول عمر فى رملة <من الخفيف>:

وجلا بردها وقد حسرته ... نور بدر يضئ للناظرينا

قالت: أفّ له ما أكذبه! لن ترتفع حسناء بصفته بعد رملة!

وعن سعيد مولى قايد قال: تزوج سهيل بن عبد العزيز بن مروان الثريا. فقال عمر بن أبى ربيعة فى ذلك <من الخفيف>:

أيّها المنكح الثريّا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

هى شاميّة إذا ما استقلّت ... وسهيل إذا استقلّ يمانى

وعن أبى صالح السّعدىّ قال: لما تزوج ابن عبد العزيز الثريا ونقلها وأزمع الرحيل، بلغ عمر الخبر فأتى المنزل الذى كانت به الثريا، فوجدها قد رحلت يوميذ. فخرج من أثرها فلحقها على مرحلتين. وكانت قبل ذلك مهاجرته لأمر أنكرته عليه. فلما أدركهم نزل على فرسه ودفعه إلى غلامه ومشى متنكّرا حتى مرّ بالخيمة فعرفته الثريا وأثبتت حركته ومشيته فقالت لحاضنتها: (٢١١) كلّميه. فسلّمت عليه وسألته عن حاله وعاتبته على ما بلغ الثريا عنه. فاعتذر وبكى، وبكت الثريا وقالت: ليس هذا وقت العتاب مع وشك الرحيل. فحادثها إلى وقت طلوع الفجر. ثم ودّعها وبكيا بكاء طويلا. وقام فركب فرسه ووقف ينظر إليهم، وهم يرحلون. ثم أتبعهم بصره حتى غابوا، وأنشأ يقول <من البسيط>: