ورعثات. ورعثات الديك <اللحم> المتدلّي تحت حنكه؛ قال الشاعر (من الوافر):
سقيت أبا المطرّح إذ أتاني ... وذو الرعثات منتصب يصيح
شرابا يهرب الذبّان منه ... ويلثغ حين يشربه الفصيح
قال؛ والرعث الاسترسال والتساقط. فكأنّ اسم القرطة اشتقّ منه.
وعن الأصمعي، قال؛ كان بشّار ضخما عظيم الخلق والوجه مجدورا طويلا جاحظ الحدقتين قد تغشّاهما لحم أحمر؛ فكان أقبح الناس عمى، وأفظعه منظرا. وكان إذا أراد أن ينشد صفّق بيديه وتنحنح وبصق عن يمينه وشماله ثم ينشد فيأتي بالعجب العجيب. وولد أعمى وهو الأكمه. وقال أبو هشام الباهليّ يهجوه (من الطويل):
وعبدي فقا عينيك في الرحم أيره ... فجئت ولم تعلم لعينيك فاقيا
أأمّك يا بشّار كانت عفيفة ... عليّ إذن مشيي إلى البيت حافيا
قال؛ فلم يزل بشّار منذ قال فيه هذين البيتين منكرا.
وعن الأصمعي قال: ولد بشّار أعمى فما نظر الدنيا قطّ، وكان يشبّه الأشياء في شعره بعضها ببعض فكان يقدر على ما لا يقدر البصراء أن يأتوا بمثله؛ فقيل له يوما وقد أنشد قوله (من الطويل):
كأنّ مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
ما قال أحد أحسن من هذا التشبيه، فمن أين لك هذا ولم تر الدنيا قطّ ولا شيئا منها؟! فقال: إنّ عدم النظر يقوّي ذكاء القلب، ويقطع (٥٦) عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء فيتوفّر حسه، وتذكو قريحته. ثم أنشد قوله (من الطويل):