للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الرشيد: ويلك! أو كان بينهما أمر قبل هذا؟! فقال: يا أمير المؤمنين! رزقت منه ولدين اسم أحدهما حسنا والآخر حسينا وهي الآن حامل وأنت زوّجتها به وأذنت لها في الاجتماع به! فقال الرشيد: نعم على غير هذا كان! قال الطبري رحمه الله؛ قال مسرور: فأمرني بضرب عنق أرجوان الزمام الذي كان على باب أخته ثم قال: عليّ بعشرة فعلة فأتيت بهم فأمر بحفر سرداب عميق ثم دخل فوجد أخته ميمونة في الحليّ والحلل تتجلّى كالطاووس الذكر فأمر بها فكتّفت بشعرها ثم أحضر ولديها فذبحهما في حجرها وجعلها في صندوق وولديها معها وأقفله وأمر بحمله فحملته الفعلة إلى السرداب فألقاه فيه ثم أمرني فضربت رقاب الفعلة خيفة أن يشيع الخبر بين العامّة ففعلت وألقوا في الحفيرة. ثم أصبح وجلس مع زبيدة فقال لها: كيف حالي مع البرامكة! قالت:

أغريقا في بحر كنت؟! قال: نعم! قد كنت كذلك، ولكن قد أفقت الآن! فقالت زبيدة: إني أخاف عليك إذا خرج جعفر إلى خراسان، وكان خارجا بالغد إلى خراسان يكشف أحوالها ويجمع أموالها. فلمّا كان ذلك الغد خرج فجلس مجلسا عاما. قال يحيى بن أكثم: دخلت على الرشيد في ذلك اليوم فرأيت الشرّ لائحا عليه فنظر إليّ وقال: يا ابن أكثم! أنظر إلى الخيل كيف وجوهها إلى باب جعفر وأذنابها إلى أبوابنا! فقلت: يا أمير المؤمنين! ومن جعفر؟ (١١٦) رجل من بعض خدمك! فقال لي: يا أكثم! هذا هو الاستخفاف! والله لا صبرت على هذا! ثم تنفّس تنفّسا شديدا وفي نفسه أمر عظيم.

قال الواقدي-وهو من علماء التاريخ-:ودخل عليه في ذلك النهار جعفر يستأذنه في الخروج. وقيل إنه كان عقد له اللواء على خراسان وقلّده وولاّه-هذا من رواية الواقدي رحمه الله. وقال الدولابي: بل كان متوجّها لكشف أحوالها كما قد تقدّم من القول في ذلك. فقال الرشيد: ليس بالرأي خروجك يوم الجمعة ولكن يكون يوم السبت من الغد فهذا يوم مذموم في الاصطرلاب! فلم يرجع جعفر لقوله بل قام وتناول الاصطرلاب وأخذ الطالع