وفي فمي صارم ما سلّه أحد ... من غمده فدرى ما العيش والجذل
عقباك شكر طويل لا نفاد له ... تبقى معالمه ما أطّت الإبل
قسّ الذي ذكره هو قسّ بن ساعدة الإياديّ وقد سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلامه وتعجّب منه-وقد ذكرناه في أوّل جزء من هذا الكتاب.
والحارث هو الحارث بن حلّزة اليشكريّ ووصف ارتجاله يوم فخره بقصيدته (٢٦٩) التي أنشدها بحضرة عمرو بن هند التي أوّلهما (من الخفيف):
آذنتنا ببينها أسماء ... ربّ ثاو يملّ منه الثواء
وزيد هو زيد بن ثابت الأنصاريّ رضي الله عنه وإليه انتهى علم الفرائض. ونعمان هو أبو حنيفة نعمان بن ثابت رضي الله عنه رئيس أهل العراق في الفقه. والخليل هو الخليل بن أحمد الفراهيديّ ويقال الفرهوديّ منسوب إلى حيّ من الأزد. والكسائيّ هو عليّ بن حمزة الكسائيّ الكوفيّ النحويّ، وكان مؤدّب الأمين والمأمون.
ومن كلام ابن المعتزّ: الكتاب فاتح الأبواب، جريء على الحجّاب، مفهم لا يفهم وناطق لا يتكلّم، به يشخص المشتاق إذا أقعده الفراق. والقلم مجهّز لجيوش الكلام، يخدم الإرادة، ولا يملّ الاستزادة، يسكت واقفا وينطق سائرا على أرض بياضها مظلم وسوادها مضيء. كأنه يقبّل بساط سلطان أو يفتح نوار بستان.
ومنها كقوله منظوما في القاسم بن عبيد الله؛ قال الصولي: لمّا عرض القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب خطّه على المعتضد ليخلف أباه؛ قال ابن المعتزّ (من الخفيف):