ولقد وصل إلينا التاريخان اللذان وضعهما. فلنتكلم عنه مؤرّخا، بالاستناد إليهما، وخاصة الجزء السادس والتاسع من تاريخه الكبير.
... نلاحظ، فى تتبع كنز الدرر، أن ابن الدوادارى جمّاع فى الأجزاء التى سبقت عصره، مؤلّف فى الحوادث التى عاصرها ورآها.
ويقول فى مقدمته عن تاريخه:«. . انتخبته وانتقيته، وغربلته ونقّيته، من تواريخ رئيسة، وكتب نفيسة، فعاد كالحديقة المشرقة، ذات أشجار مورقة. . . ونوادر ملهية، ومضاحك هزلية، وملح شهيّة، ورقائق مبكية، وأهاجى منكية، ومدائح زكية، وحكايات مليحة،. . . فلما كملت مسوّداته، ونجزت آياته، ألفت كل واقعة فى زمانها، وماجرية فى أوانها، وأقمته تاريخا غريب المثال، كثير الحكم والأمثال.
ولخّصت من تواريخ الجمع ما ينزّه الناظر ويشنف السمع، يتضمّن من فوائد الجد، ونوادر الهزل، وفوائد النثر، وقلائد النظم ما يملأ البصر نورا، والقلب سرورا. . .
فنلاحظ أن ابن الدوادارى عمد بادئ بدء إلى «التقميش» أو «الجمع»، وإلى «التلخيص»، كما نلاحظ أن غايته فى تاريخه إرضاء القارئ