من أيديكم ثم وقعوا لكم. يعنى أنهم الروم الذين هربوا من إفريقية لمّا ملكها المسلمون. ثم زحف.
وقاتلوا المسلمون قتالا شديدا، ثم هزم الله الروم وقتل ملكهم مع أكثرهم. وملكوا المسلمون صقلية وسكنوها. وجرح أسد بن الفرات رضى الله عنه فمات من جراحته، وهو محاصر لسرقوسة فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومئتين، ودفن فى ذلك الموضع.
وقيل إن الروم يعظّمون قبره وربما يستسقون به فيسقون.
ومن عجيب أخباره أنّه لما مات أبو محرز قاضيه جمع الفقهاء ليولّى منهم قاضيا، وجعل كلّما أعرض القضاء على أحدهم أباه. فأمرهم بلزوم الجامع حتى يرضوا قاضيا. فأقاموا فيه وبعث بعض ثقاته وقال له: انظر من يقدّموه للصلاة. فقدّموا أحمد بن أبى محرز القاضى. فولاّه القضاء وجبره عليه. فلما رأى الجلد من الجبر وأن لا بدّله، أشرط عليه أن ينفذ حكمه فيه فمن دونه فقبل ذلك.
فاتفق أنه تخاصم رجل من أهل القيروان مع رجل من أصحاب على بن حميد الوزير فى دار، فحكم فيها القاضى على صاحب الوزير، وختم على الدار. فمضى الرجل إلى الوزير فأخبره بما (ص ٢٢) كان منه، فأمر بفكّ الختم.