إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر مرتبة على ما كانت رتبت إلى أن هرب سعيد المتسمّى بعبيد الله الملقّب بالمهدى إلى المغرب من سلمية، حسبما سقناه أوّلا.
فصار هو الإمام، وصار من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر. فجعلوا الدعوة إليه.
وكانت الدعوة لمحمد بن إسماعيل، وأنه حى لم يمت، وأنه يظهر فى آخر الزمان وأنه مهدىّ الأمة. ولم يكن غرض هذا المحتال أن يرفع إلى محمد بن إسماعيل الدعوة، إلاّ ليتمكن من عقول قد أضلّها الله، وتتم له خديعته من سنىّ كان أو شيعى.
ولما استقت أمور ذلك اللعين وظهر منه ومنهم الفجور، وبسط أيديهم بسفك الدماء، وقتل جماعة ممن أظهر الخلاف عليهم من مجاوريهم، خافوهم ودخلوا فى بيعتهم كرها أو طوعا.
ثم إنّ الدعاة اجتمعوا واتّفقوا على أن يجعلوا لهم موضعا يكون وطنا لهم ودار هجرة يهاجرون إليها ويجتمعون بها. فاختاروا من سواد الكوفة فى طسّوج الفرات من ضياع؟؟؟ النلطبن (ص ٣٧) المعروفة بالقاسميات قرية تعرف بمهتماباد. فجازوا إليها صخرا عظيما وبنوا حولها سورا منيعا، عرضه ثمان أذرع. وجعلوا من وراء ذلك خندقا عظيما حصينا. وفرغ من ذلك فى أسرع وقت. وبنوا فيه البنيان العظيم، وانتقل إليه النساء والرجال والأولاد، وسميت دار الهجرة.