للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيستقيم له أخذ أموال الناس الداخلين فى الدعوة. واتفق معه على قتل عبدان. فإنه لا يتم لهما أمر إلاّ بقتله. فوجّه زكرويه إلى رجل من بنى تميم بن كليب وأخ له كانا من أهل دعوة زكرويه، وأحضر جماعة من دعاته وقراباته وثقاته وأظهرهم على ابن الخبيث وعرّفهم أنه ابن الحجّة، وأن الحجة توفى. فعظّموه وقبلوه، وقالوا له:

مرنا بأمرك. فأمرهم بقتل عبدان. وقال: إنّه نافق وعصى وخرج عن الملّة.

فساروا إليه من ليلتهم إلى ناسورا وهو نازل بها فقتلوه.

وكان زكرويه هذا داعيا من تحت يد عبدان. وشاع فى الناس أن زكرويه قتل عبدان. فطلبوه سائر أصحابه وأصحاب قرمط بدمه.

فاستتر. وخالفه القوم بأسرهم إلاّ ثقاته وأقاربه. فلما لم يرى أن أمره يتم قال لابن الخبيث: قد ترى ما قد حدث، ولا آمن عليك وعلى نفسى، فارجع إلى بلدك ودعنى، فإنى أرجو أن يتغيّر الأمر وأتمكّن من الناس وأدعوهم إليك. فانصرف ابن الخبيث إلى الطالقان.

ويقال إنّ الأصل كان بسلمية مقيما، وكان يخفى أمره بذكر من بالطالقان لأنهم كانوا تحت مخافة بعد ذلك. ثم تخفّى زكرويه خوفا من طلبه بدم عبدان.