خلفهم عسكر من المغاربة. فلما التقى القوم كانت عقيل أقوى من مرّة وفزارة. فأنجدتهم المغاربة، فانهزم العقيليّون، فتبعوهم إلى أرض حمص، ثم رجعوا عنهم. فمالوا على جبل سنير فنهبوا وهتكوا الحريم، ونزلوا إلى الغوطة فجالوا فيها. فخرج إليهم أهلها فمنعوهم النهب. فساروا حتى نزلوا على نهر يزيد نحو الدكّة ومعهم ما نهبوه من جبل سنير. فثار عليهم أهل البلد فقاتلوهم وقتلوا منهم كبيرا (ص ٨٧) من العرب يقال له عيسى بن هواش الفزارى. وأهزموهم عن دمشق.
فلما كان لثمان خلون من ذى الحجّة من هذه السنة أقبلت طلائع ابن فلاح. فخرجت الناس إليهم مستعدّين للحرب فى خيل ورجل.
فاقتتلوا يومهم ذلك بأجمعه، ثم انصرفوا، ثم كانت بينهم حروب شديدة تشيّب الأطفال. وأهل دمشق صابرين على ما نزل بهم من البلاء، وأصبح القتال إلى يوم عيد الأضحى، ولم يعيّد أحدا ولا صلّوا صلاة العيد. والحرب قائمة على ساق وقدم. فانهزموا أهل دمشق وتبعتهم المغاربة قتلا وأسرا، وجرت أمور يطول شرحها. وآخر الأمر أن اتفق بينهم المراسلة، وأن فلاح لا يعفو عنهم أو تخرج النساء