للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن كلّس يقال له الفضل فى عسكر كبير للحيلة على أبى تغلب وعلى العمل فى هلاكه. فنزل الرملة، وأرسل إلى ابن الجرّاح سجلاّ بولاية الرملة، وقال: إنّ هذا أبا تغلب يريد أن يسير إليها فيأخذها بسيفه، وأنا معين لك عليه.

وكان أبو تغلب قد سار من دمشق فترك الفوّار. وسار الفضل فنزل طبرية، وأرسل إلى أبى تغلب: نريد نجتمع. وكان الفضل فى القديم يهوديا، وكان أبوه طبيبا. فكبرت (ص ١٢٦) نفس أبى تغلب أن يجلس معه على سرير من جهة أنّه يهودىّ الأصل.

فاتفق الحال بينهما أن يجلس كلّ واحد على سرير. فكان ذلك.

فجرت بينهما مخاطبة على أنّ ولاية الرملة له. وأخرج له بذلك سجلاّ، وأنه يقلع ابن الجراح منها. وقال له: أنا معين لك على ابن الجرّاح إذا كان بينكما حرب.

وسار الفضل إلى دمشق فجبى الخراج، وقبّض الجند، وزادهم فى العطاء، وزاد فى عسكره رجالا كثيرا. وسار عن دمشق وأخذ طريق السّاحل. وكان أبو تغلب قد نزل الفوّار وفتح أهراء كانت بحوران والبثنيّة فى مواضع كان أبو محمود عمرها وجمع فيها. وكان قد اجتمع إلى أبى تغلب العرب من بنى عقيل ومعهم شبل بن معروف، فسار بهم إلى الرملة. فهرب ابن الجرّاح منها. وأقبل يجمع من أمكنة من