العرب وهو واثق أن الفضل معينا له. وكذلك كان ظنّ أبو تغلب.
وسار الفضل فنزل عسقلان وعسكر بها. وأقبل ابن الجرّاح بجموعه والتقى مع أبى تغلب، واصطلى القتال بين الطائفتين من العرب، وأبو تغلب قائم فى مصافه لم يكن جنده بالكثير. وكان معه أيضا جماعة من المغاربة صاروا إليه. فلما حملت عرب ابن الجرّاح على عرب أبى تغلب تقهقروا، وسار الفضل من عسقلان فاجتمع عسكره مع عسكر ابن الجرّاح بالاتفاق الذى كان بينهما. فقالوا لأبى تغلب: إنّ عسكر الفضل صاروا إلى عسكر ابن الجرّاح. فقال: على هذا كانت الموافقة بينى وبين الفضل. فلما رأى مغاربة الفضل قد حملوا على جيشه، تحقّق المكيدة، وانهزم جميع من كان معه، ثم انهزم هو فلم يدر أين يأخذ. وكان عليه حديد مانع وسيف قاطع. وهو من الفرسان المعدودين فى الحرب (ص ١٢٧) وتحته فرس سابق. فذكر أنّه لم يتقدّم إليه رجل إلاّ قدّه، وهو مولى. فتبعه رجل من أصحاب ابن الجرّاح يقال له مشيع، فصاح إليه: يا إنسان! اسمع منى يا إنسان. أنا أنجو بك. فظنّ أنّ كلامه حقّ. فسمع كلامه، وهو منه على بعد، فقال له: هذه الخيل التى أمامك هى خيلنا، وهذه الخيل التى حولك هى لنا، ولو وقفت علىّ لنجوت بك، وتحلف