أنت ابن هانى؟ قال: نعم. قال: وما حملك على هذا؟ قال: هذا الوزير الذى لا يترك ذا أدب يقرب منك. فقال: والله لقد أحسنت فى التحيّل والتوصّل أضعاف إحسانك فى قصيدك. ثم خلع عليه من ملبوس نفسه وصيّره من أقرب جلسائه إليه.
وقال له يوما: أريد منك غزلا ومدحا فى بيتين فقال:
المدنفان من البريّة كلّها ... جسدى وطرف بابلى أحور
والمشرقات النيّرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر
وأكثر من مدحه ومدح أخيه يحيى. وفيهما يقول هذه القصيدة المشهورة على ألسنة الناس التى منها:
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدّكم فلق الصباح المسفر
وجنيتم ثمر الوقائع يانعا ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر
أبنى العوالى السّمهريّة والسيو ... ف المشرفيّة والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنّه ... بين الكتائب تبّع فى حمير
جيش فوارسه الليوث وفوقها ... كالفيل من قصب الوشيج الأسمر