عن أخيها سعد بن شهاب مئة ألف دينار. وكان أخوها من أمّها.
فولاّه تهامة. وقال: مولاتنا ({أَنّى لَكِ هذا؟ قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ} (ص ٢٣٩){إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}) فتبسم وعلم أنّ ذلك من خزائنه. فقبضه وقال:({هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا}) [فقالت: ({وَنَمِيرُ أَهْلَنا] وَنَحْفَظُ أَخانا}).
ولم يزل مستمر الملك نافذ الأمر إلى هذه السنة. فعزم على الحجّ. فاستصحب معه الملوك [الذين كان يخاف أن يثوروا عليه]، وكذلك زوجته، واستخلف مكانه ولده المكرم أحمد، وهو ولده أيضا منها. وتوجّه فى ألفى فارس فيهم من الصليحيين مئة وستون نفرا. حتى إذا كان بالمهجم ونزل بظاهرها بضيعة يقال لها: الدهيم وبئر أمّ معبد، وخيّمت عساكره والملوك الذين معه حوله لم يشعر الناس حتى قيل:
قد قتل الصّليحىّ. فانذعر الناس وكشفوا عن الخبر.
فكان سبب ذلك أنّ سعيد الأحوال بن نجاح صاحب تهامة الذى قتلته الجارية بالسّم بتدبير الصّليحىّ لما توفى أبوه واستولى الصليحىّ على ملك اليمن استتر فى زبيد. وكان أخوه جيّاش فى دهلك. فسيّر إليه وأعلمه أنّ الصليحىّ متوجه إلى مكة فتحّضر حتى تقطع عليه الطريق وتقتله إن شاء الله تعالى. فحضر جيّاش إلى زبيد، وخرج هو وأخوه سعيد ومعهما سبعون رجلا بلا مركب ولا سلاح، بل مع كل