أخذتم على الإفرنج كل ثنيّة ... وقلتم لأيدى الخيل مرّى على مرى
لئن نصبوا فى البر جسرا فإنكم ... عبرتم بجسر من حديد على الجسر
ثم اتفقا على مال أخذه ملك الروم من أسد الدين، وفسّح لهم الطريق، فتوجهوا إلى الشام، وفى قلب أسد الدين نار لا تطفئ من فعل شاور.
ثم إنه قص على نور الدين جميع ما جرى، وعرفه أن مصر ليس بها من يمنع عنها.
ثم جهزه نور الدين بالجيوش، وعاد ودخل الديار المصرية من الطريق البدرية، فلم يعلم به إلا وهو بناحية أطفيح. ثم عدى إلى بر الجيزة، وأقام بها، وغاراته تضرب فى سائر تلك النواحى. فلما علم شاور أن لا قبل له بأسد الدين، أنفذ إلى الملك مرى-لعنه الله-وأبذل له الأموال، فوافاه الملعون بخيله ورجله، وجرت بينهم وقائع وأهوال تشيّب الرءوس. واندفع أسد الدين إلى نحو الصعيد، فلحقوه [عند] منية بنى خصيب، بمكان يعرف بالبابين، فوقعت أيضا بينهما هناك وقائع عظيمة ثلاثة أيام. فلما كان ثالث يوم، كان أول النهار لشاور وملك الروم على أسد الدين، حتى ظن أنه سيؤخذ. ثم أتاه النصر من عند الله آخر ذلك اليوم،