ويحتج فيه أن لكل ما عفن فى استحقاقه نتج منه روح حيوانى وذلك بالضرورة، كالدود من الخل ومن الجبن، وكالحشرات من الأرض. وربما عفنت أشياء، وخرجت منها حيوانات مختلفة الأشكال. قال: فسمّى ذلك الشخص الذى خرج من تلك المغار باللغة التركية «أى أطام» معناه «الأب القمر». والترك يدعون أنهم أحق به من الفرس، والفرس يدعون أنّهم أحق به من الترك. واسمه عند الفرس كهومرت معناه بالفارسية «أب الآباء».
قلت: ونحن نعوذ بالله تعالى من تصديق دعوى الطائفتين، ونشهد أن الله خالق آدم من طين، بقدرته التى لا يقدر عليها سواه، بما أتى به الرسول الصادق، الذى بالحق -عن الحق-ناطق. وأن الله تعالى واجد الوجود من العدم، وهو على كل شئ قدير. وأما دعوى هؤلاء القوم على ما ذكره صاحب هذا الكتاب، فإنها دعوى سخيفة جدا، لا يقبلها الشرع ولا العقل جملة كافية.
قال جبريل: قال برزجمهير: فنزل ذلك الشخص المسمى «أى أطام» إلى تلك الأرض الطيبة الهواء، العذبة الماء، فأقام بها أربعين سنة، وهو متزايد القوة والنشاط، والنهضة فى سائر أعضائه وتركيبه. قال: ثم إن السيول اجتمعت أيضا، ونزلت، وتحصلت تلك المصاية بالمثال الأول الذى تقدم ذكره. لكن كانت الشمس ببرج كينان-معناه أنه بالتقدير والقياس كقولنا برج السنبلة-فأدرك الطبخ والشمس فى أول هبوطها، وتكامل نضجها والشمس قد شرقت على أوجها، فخرجت أنثى، هذا بقوله فى كلام طويل هذا تلخيصه. ولو أمكننى تلخيص الجميع لكان أوفق، لكن ألجأت الضرورة لبيان ذكر أول خلق التتار حسبما يأتى،