فإننى لم أجد أحدا ذكر أصلهم الأول، وإنما سائر أرباب التواريخ ابتدأوا بذكر جكزخان تمرجى، ولم يتعدونه. ووجدت فى هذا الكتاب بدء شأنهم، فأحببت أن أنبه على ذلك. قال جبريل: فخرجت أنثى لعدم إدراكها أول الأوج، فنقصت عن التركيب الذكرى لعدم الحرارة، فسميت باللغة التركية «أى وا» معنى ذلك «وجه القمر». فتزاوجا وتناسلا، فأقام «أى أطام» بعد نزول «أى وا» أربعين سنة أخرى واقفا عن الزيادة والنقصان. ثم شرع فى النقص، فأقام أربعين سنة متناقص الأحوال. فلما كملت له مائة سنة وعشرون سنة، هلك. وقد صار له من النسل أربعين ذكر وأنثى، فتزاوجوا ببعضهم البعض. وكان أكبر الأولاد لما هلك «أى أطام» أعاده إلى المغار، ووضعه فى ذلك الأخدود، رجاء أن يقوم ثانيا.
فلما هلكت أمه «أى وا» بعد أبيه بأربعين سنة، طلع بها إلى أبيه، فوجده قد تمزق، فوضعها فوقه، وطمرهما وتركهما. وجعل على باب المغار ذلك الباب الذهب، وأقام عليه سدنة يحفظونه.
قال جبريل بن بختيشوع: فمن هاهنا أخذت الحكماء الأطباء أن العمر الطبيعى مائة وعشرون سنة. والعلة فى ذلك أن هذا الشخص لما كان ابتداؤه، والشمس فى أوجها، اقتضى الزيادة فى ذلك الفصل بكماله. وذلك أن السنة ثلثمائة وستين يوما، والخمسة أيام وزائدها لا يعتد به فى حساب السنة الشمسية. وفى ذلك بحث دقيق، وحديث طويل أضربت عنه ولم أنسخه.
قال جبريل: فإذا حسبت هذه الثلثمائة وستين يوما على منازل القمر، وهى الثمانية وعشرين منزلة التى يحلها القمر فى طول السنة، كانت كل منزلة تخص بعدة أيام،