وسلاحهم وملابسهم، وباتوا فقراء فأصبحوا أغنياء، وعاد لكل نفر منهم جملة من الخيول والعدد والسلاح. ثم اجتمع إليهم من كان بعيدا منهم، ونازحا عنهم، ومن لم يكن قد وافقهم أولا، ومن فقير وكساب ومحتاج، فأعرضهم جكزخان فعادوا فى عشرين ألف فارس شديد، كأنه قطعة من جبل بقلب أصلب من الحديد.
فلما عاينهم جكزخان تعاظم سروره، ونفّذ إلى ذلك الحداد جملة من ما كسب من ذلك العسكر، وهو يستخبره عن ما يتجدد عند ألطن خان. فعاد إليه الجواب يخبره أن قد توجه إليهم كمش خان بنفسه، ابن ألطن خان، فى مائتى ألف عنان، «وحلف بقراطاغ أنه لا يبقى من عظمكم أحدا، لا من النساء ولا من الرجال.
والمتوجهون إليكم أعظم الجيش، فإنهم من عظم «أى أطام» الكبير. وقد تقرر أمرهم إذا هم أخذوكم أن يقطعوا رءوسكم، ويجعلوها على عيدانهم، ويدخلون المدن كذلك».
قال: فجمع جكزخان كبار قومه، وعرفهم ذلك، فقالوا:«فما تشير به علينا؟» فقال: «إن القوم لا يعلمون إن نحن قد عدنا فى هذا المدد، وظنهم أن نحن على ما كانوا يعهدونه. والرأى أن نفترق عليهم أربع فرق، كل خمسة آلاف يقدمهم كبير منكم.
وتكون كل فرقة فى جهة من الجهات الأربع. ونقطع من هذه الأعواد ونغرسها فى سفح هذا الجبل، ونلبسها ما فضل عنا من هذه العدد كهيئة الرجال، فما يشكون أنهم رجال. ثم نخرج عليهم الكمناء من أربع جهات، فلن يتمالكوا أن يولوا منهزمين، فنضع فيهم السيف، ونجتهد على أن لا يفلت منهم أحد، ونلبس ما عليهم، ونأخذ رءوسهم على رماحنا، ونسوق إلى مدنهم فيرونا، فلم يشكوا إن نحن قومهم وقد ظفروا بنا. فيكون ذلك سبب الفتح والملك».