قال سليمان: فكان الأمر كما ذكر، ولا أخرم عليه الحساب دقة. ودخل مدينة أيدرماق فى عدته، وذبح ألطن خان على سريره بيده، وقتل سائر من كان من عظمه، وأخرج قومه وحاشيته وجنده، وجعلهم فلاحين فى تلك القرى، يزرعون ويقومون بالخراج له. وجلس جكز خان على سرير الملك، ولبس التاج، وفرّق بنيه فى سائر أقطار الأرض.
انتهى ما استنسخته من الكتاب التركى المسمى «أى أطابتكى». ونحن نذيل عليه مما ذكروه أرباب التواريخ؛ مثل ابن الأثير صاحب التاريخ الكبير الجامع، ومثل ابن واصل صاحب تاريخ بغداد، وغيرهما، إن شاء الله تعالى.
قال ابن واصل: إن أول إقليم ملكوه التتار بلاد الصين، ولم يقل للمدن أسماء.
قال: وملكهم يومئذ جكزخان، ولم يذكر له نسبا. ثم قال: ومشوا من الصين الأعلى إلى الصين الثانى، ثم مشوا إلى تركستان، فحاصروا مدنها وملكوها وقتلوا كل من كان بها. ثم مشوا إلى كاشغر وبلاشغر، وهاتين مدينتين عظيمتين أكبر أقاليم الصين، فقتلوا كل من كان بها من الترك من بنى يافث بن نوح عليه السلام، ونهبوا أموالهم، ونفذوا من جهتهم جماعة من أصحابهم فى زىّ تجار يبيعون ما معهم من تلك الأموال المكتسبة، ويشتروا بها لهم قماش وسلاح من أطراف بلاد العجم. وكان هؤلاء القوم لا يعرفون القماش ولا الملبوس، ولا شئ من زينة الدنيا، إلا أنهم شبه الوحوش النافرة فى الأرض. ولا يعرفون غير جلود الوحش، مثل القندس والسمور والقاقل، وما أشبه ذلك. وكذلك جميع تلك الأمم الذين من وراء النهر خلف جيحون. قال صاحب التاريخ: فلما قدم أولئك الأقوام إلى بلد يقال لها أتراب، وهى آخر ولاية مملكة السلطان علاء الدين خوارزم شاه