وأحسن إليه. فكاتب الروم، وسعى فى هلاك السلطان الكامل، فسجنه مدة ثم أطلقه، فهرب إلى التتار، فقتلوه.
وفيها توفى الشريف قتادة بن إدريس صاحب مكة شرفها الله تعالى. وما كان لا يلتفت إلى أحد، ولا داس للخليفة بساطا قط. وكان يقول أنا أحق بها من غيرى، -يعنى الخلافة. وكان الحاج فى أيامه طيبين، لا يستحسن بظلامة أحد. وكتب إليه -قبل وفاته-الخليفة يقول له:«أنت ابن العم العزيز وقد أحببت زيارتك». فكتب يقول من قصيدة:
ولى كف ضرغام أذل ببطشها ... وأشرى بها بين الورى وأبيع
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها ... وفى وسطها للمجد بين ربيع
أأجعلها تحت الرجا ثم أبتغى ... خلاصا لها إنى إذا لوضيع
منها:
وما أنا إلا المسك فى كل بقعة ... يضوع وأما عندكم فيضيع
وكانت وفاته فى شهر جمادى الأولى فى هذه السنة بمكة شرفها الله تعالى. وقيل كانت وفاة الشريف المذكور فى سنة عشرين، فإن فى هذه السنة توجه الملك المسعود أقسيس بن الكامل إلى مكة وملكها. وكان قد تولى أمرها حسن بن الشريف قتادة فأساء السيرة، فسار الملك المسعود، وملكها رابع شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين، وهو الصحيح، والله أعلم.
وفيها نقل السلطان الملك العادل من القلعة بدمشق إلى تربته، وهى المدرسة العادلية.
وفيها خرج الملك الأشرف من مصر قاصدا للشرق، والتقاه الملك المعظم وعرض