وكذلك كل ملك على ما بيده من البلاد. وكان صاحب حمص خائفا من الملك الكامل بسبب اتفاقه مع الأشرف عليه. فلما توفى الكامل، كاد يجن من الفرح، وركب إلى الميدان، ولعب الأكرة. ولم تكن له بذلك عادة.
وأمّا صاحب حماة، فإنه لما بلغه موت الكامل انقطع ظهره، واشتد خوفه من صاحب حمص.
وفيها نزل عسكر حلب على المعرات وملكهما، واستولوا على تلك الأعمال.
ولمّا توفى الملك الكامل-رحمه الله-كان الملك الصالح نجم الدين أيوب -ولده-بالشرق، وقد فتح سنجار ونصيبين والخابور. ثم إنه توجه إلى الرحبة، وهى يومئذ فى مملكة الملك المجاهد أسد الدين شير كوه صاحب حمص، فهو فى حصارها، وقد عزم أن ينتقل إلى حمص بمكاتبة كانت بينه وبين أبيه فى ذلك، إذ ورد عليه الخبر بموت السلطان والده، فرحل عنها. وخرجت الخوارزمية عن طاعته، ورجع هاربا إلى سنجار، ولله در قول العرب:«الخيل ترعى بالحصان المربوط». ثم إن الملك الصالح سيّر إلى بعض الخوارزمية واسترضاهم، وأنعم عليهم، وعادوا إلى خدمته.
وفى هذه السنة وقع الخلف فى سائر الأقاليم، شرقا وغربا.
وفيها اتفق الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب حلب، مع الملك غياث الدين كيخسرو بن علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو السلجوقى، صاحب الروم، على الملك نجم الدين أيوب. وخطب غياث الدين بنت الملك العزيز أخت الملك الناصر يوسف صاحب حلب، وأرسل رسله إلى الصاحبة الست خاتون والدة الملك العزيز، فوقع الاتفاق على ذلك. واجتمع الناس بقلعة حلب، وعقدوا عقد غازية خاتون على