ومراكب عدة، فيها مأكول وسلاح، ووقع القتال بينهم وبين المسلمين، وكانت الفرنج تخاف من الحرافيش أكثر من العساكر.
ثم وردت الأخبار أن السلطان غياث الدين الملك المعظم توران شاه وصل الصالحية، ونزل فى قصر أبيه. ووقعت البطائق مخلقة. فضربت البشائر فى العسكر المنصور، وكذلك بالقاهرة.
ولمّا كان يوم الخميس النصف من شوال المبارك، ركبت الفرنج، وركب المسلمون، ودخلوا بر الفرنج، واقتتلوا قتالا عظيما. وقتل من الفئتين عالم عظيم.
وسيروا إلى القاهرة عدة أسرى من الفرنج، وفيهم ثلاثة من كبارهم وهم من الديوية. وكان لما دخل المسلمون إلى بر الفرنج، ركب من المسلمين جماعة، وقصدوا مخيمهم. وكذلك ركبت جماعة كبيرة من الفرنج، وهم جمرتهم المحرقة، وقصدوا مخيم المسلمين. فلم يشعر المسلمون المقيمون بالخيام إلاّ بالفرنج معهم، وكبسوا عليهم يدا واحدة، وعادت ضجة عظيمة. وكان الأمير فخر الدين فى الحمام، فخرج ولم يلحق يلبس لامته، وركب فرسه، وحمل على الفرنج، فجاءه سهم فقتل إلى رحمة الله.
وتفرق المسلمون يمينا وشمالا، وكادت تكون كسرة، لولا لطف الله عز وجل بدين الإسلام. ووصل الفرنسيس إلى باب القصر الذى للسلطان الملك الصّالح. ثم إن الله تعالى أغاث المسلمين بطائفة من المماليك الصّالحية المعروفين بالبحرية. وركب الأمير فارس الدين أبو الهيجاء، والأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى، فى عدة جيدة من الترك، فكانوا سببا لإخماد جمرة الشرك. وحملوا على الفرنج حملة منكرة، فبددوا شملهم يمينا وشمالا. قال بعض من حضر هذه الوقعة: والله لقد كنت أسمع زعقات