فرمى بنفسه إلى الأرض، وعاد يعدو بينهم، ويقول:«ما أريد لكم ملك، أعيدونى إلى موضعى بحصن كيفا. يا مسلمين! ما فيكم من يجيرنى؟ ما فيكم من يصطنعنى؟» وهو يستغيث فلا يغاث. وجميع العساكر واقفين ينظرون إليه. فلم يجره أحد، فقتلوه بالنشاب، ثم بضعوه بضعا فى ذلك التاريخ المذكور.
قال ابن واصل: إن قتلة الملك المعظم المذكور كانت لليلتين بقيتا من المحرّم من هذه السنة. وقال: إن أول من ضربه الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى.
وقال: إن من الأمراء الكبار مثل الأمير فخر الدين بن أبى ذكرى، والأمير سيف الدين القيمرى، والأمير عز الدين القيمرى، والأمير فخر الدين حسين، والأمير مجير الدين بن حسين وغيرهم، كانوا حاضرين ما فعله البحرية بالمعظم. ولم ينكروا عليهم ولا أغاثوه، لما كان فى أنفسهم منه من تغيير منازلهم عنده. وقتل وله من العمر دون الثلاثين سنة.
ثم اجتمعت الأمراء على تمليك أم خليل شجر الدّرّ، وأن يكون نائبها الأمير عز الدين أيبك التركمانى الصالحى، وحلفوا على ذلك. ثم ورد الأمير عز الدين أيبك الرومى إلى القاهرة، وحلّف بقية الناس، وعادت التواقيع تخرج بعلامة شجر الدرّ، والتدبير للأمير عز الدين أيبك التركمانى أتابك الجيوش. واستقر الأمر كذلك. وكانت علامة شجر الدرّ على التواقيع ما هذا صفته:«أم خليل».
ثم بعد ذلك وقع الحديث مع الفرنسيس فى تسليم دمياط، وأن يجودوا عليه بنفسه. وكان الأمير حسام الدين بن أبى على يتردد إلى الفرنسيس-وهو تحت