للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابوه ايضا كدلك، وقد تحيرت فى دلك، واسمك انت ثلث (١) حروف، اثنين منهما منقوطه». قال: فتبسم [قطز] وقال: «لم لا تقل (٢) محمود ابن ممدود؟» فقال المنجم: «ولا يقع والله غير هدا الاسم». فقال: «انا هو محمود بن ممدود، وانا الدى اكسر التتار، وآخد تار (٤) خالى منهم خوارزم شاه». قال: فتعجبنا من دلك حتى كان كدلك.

ومن دلك ما نقل عن الشيخ قطب الدين ابن اليونينى (٥) فى تاريخه المعروف بتاريخ بغداد ايضا فى سنه تمان وخمسين وستمايه، قال: كان السلطان الملك المظفّر رحمه الله رجلا شجاعا مقداما (٧) حتى قيل (٣٦) انه لم يركب الفرس قبله من الترك افرس ولا اشجع منه، ولم يكن يوصف بكرم ولا شح بل كان مقتصدا فى دلك. وهو اول من اجترا على التتار وكسرهم واخرق ناموسهم بعد جلال الدين خوارزم شاه حسبما تقدم من ذكره، فكانت كسره جبر بها الاسلام، والله اعلم.

ومن نبده ما نقل عن الشيخ عبد الرحمن القزوينى: قال حدثنى بعض اصحابى فى عشر (١٢) شوال سنه احدى وتسعين وستمايه ببعلبك قال: حدتنى المولى تاج الدين احمد بن الاثير الحلبى ان الملك الناصر صاحب الشام لما كان على برزه اخر سنه سبع وخمسين وستمايه وصله قصّاد من مصر يخبروه (١٤) ان قطز تسلطن بمصر وقبض على ابن استاده.

قال تاج الدين: فطلبنى الملك الناصر اقرا عليه الملطف. فلما فرغ قال: خده ورح الى عند الامير ناصر الدين القيمرى والامير جمال الدين يغمور واوقفهما عليه.

قال [تاج الدين]: فخرجت من بين يديه فلقينى حسام الدين البركتخانى، فسلم على وقال: جاكم الساعه الخبر ان قطز تملك مصر. فقلت: ما سمعت شئ (١٨). قال [تاج الدين]:

فنظر الىّ طويل (١٩) وقال: بلى والله يا تاج الدين، ملك مصر قطز وهو الدى يكسر التتار.


(١) ثلث: ثلاثة--اثنين منهما: اثنان منها
(٢) تقل: تقول--ابن: بن
(٤) تار: ثأر
(٥) اليونينى: فى الأصل «الموسى»؛ انظر ذيل مرآة الزمان، ج ١ ص ٣٨٠
(٧) مقداما: فى الأصل «مقدما»
(١٢) عشر: عاشر
(١٤) يخبروه: يخبرونه
(١٨) شئ: شيئا
(١٩) طويل: طويلا