للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظن الحلبيين (١) أن النجاه لهم. فاعتزل جماعه من الحلبيين مع الغرباء، وجماعه من الغرباء مع الحلبيين. فلما تميّز الفريقين (٢) اخدوا الغرباء، فضربوا رقابهم. وكان فيهم جماعه من اقارب الملك الناصر، ومن جملتهم امين الدين بن تاج الدين الحموى، والقاضى أسد الدين بن مسلم بن منير. ثم عدّوا من بقى من الحلبيين، وسلّموا كل طايفه الى رجل منهم ضمنوه اياهم. ثم ادنوا لهم فى العود الى البلد، واحاطوا بها، ولم يتركوا احدا يخرج منها، ولا يدخل إليها. واقاموا على دلك اربعه اشهر؛ فغلت الاسعار، وقلت الاقوات حتى بلغ الرطل اللحم سبعين درهما، ورطل اللبن خمسه عشر درهما، ورطل السكر مايه درهم، ورطل العسل النحل خمسين درهم (٨)، ورطل الشراب سبعين درهم (٩)، والجدى مايه درهم، والدجاجه عشره الدراهم، (٦١) والبيضه درهم ونصف (٩_)، والبصله نصف درهم، والخسه (١٠) نصف درهم، وحزمه البقل درهم، والتفاحه خمسه الدراهم. واكات الناس الميته والجلود والنعال.

وحكى عن بدر الدين ابن (١٢) الصرخدى التاجر، قال: كنت مقيما بحلب تلك الايام، وعندى اربع بقرات حلابات. فكنت احلب منهم كفايتى لاهلى، وابيع منهم (١٣) فى كل يوم بمايه واربعين درهم (١٤). وأعطيت فيهما سته الاف درهم، فأبيت، وابعت خمس نعاج وثلثه خراف بتسع مايه درهم، والدى شراهم (١٥) كسب فيهم مايتى درهم.

وفيها كاتب السلطان الملك الظاهر للامرا (١٦) الدين كانوا مع الحلبى، فاجابوه وخرجوا من دمشق، وفيهم الامير علاء الدين البندقدار، وبها الدين بغدى الاشرفى.

فتبععهم الحلبى بمن تبقى معه من الامرا والاجناد، وحاربهم فهزموه الى القلعه فدخلها وغلقها. ثم حمله الخوف الى ان خرج من القلعه فى تلك الليله، وطلب بعلبك. ودخل


(١) الحلبيين: الحلبيون
(٢) الفريقين: الفريقان
(٨) خمسين درهم: خمسين درهما
(٩) سبعين درهم: سبعين درهما
(٩_) درهم ونصف: درهما ونصفا
(١٠) والخسه: والجبنة، م ف--البقل درهم: البقل درهما
(١٢) ابن: بن
(١٣) منهم: منها
(١٤) واربعين درهم: وأربعين درهما--فيهما: فيها
(١٥) شراهم: اشتراها--فيهم: فيها
(١٦) للامرا: الأمراء