للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الامير علاء الدين البندقدار الى دمشق واستولى عليها، وعلى من (١) بجوارها من القلاع، وأعلن بشعار الملك الظاهر. وعاد نايبا له مده شهرين ثم عزل عنها، ووليها الحاج علاء الدين طيبرس الوزيرى. وعمل [طيبرس] على الحلبى ومسكه، وبعثه من ساعته صحبه الامير بدر الدين بن رحّال الى الديار المصريه، فأدخل على السلطان الملك الظاهر ليلا بقلعة الجبل. فقام اليه واعتنقه، واجلسه وعاتبه فى دلك، ثم عفا عنه، وخلع عليه، ورسم له بالخيل والبغال والجمال والقماش، وانعم عليه بجمله كبيره من المال.

وفى يوم الاثنين ثامن ربيع الاول، فوّض الملك الظاهر امر الوزاره (٦٢) وتدبير المملكه للصاحب بها الدين على بن محمد بن القاضى سديد الدين ابى عبد الله محمد بن سليم المعروف بابن حنّا، وخلع عليه. وركب فى خدمته جميع روسا مصر والقاهره، والامير سيف الدين بلبان الدوادار الرومى مخدومنا، فى خدمته مع جماعه كبيره من اعيان الامرا. وجلس [ابن حنا] للحكم فى دلك اليوم.

وفيها قبض السلطان الملك الظاهر على جماعه من الامرا المعزيه؛ فانه حضر اليه جندى من اجناد الصيقلى، واخبره أنه فرّق ذهبا كثيرا على جماعه من خشداشيته، وقرر معهم قتل السلطان الملك الظاهر. والدى اتفق معه من الأمراء: علم الدين الغتمى، وسيف الدين بهادر المعزى، وشجاع الدين بكتوت، مع جماعة اخر. فقبض على الجميع.

وفيها اخد السلطان الظاهر الشوبك من نواب الملك المغيث فتح الدين عمر. ودلك فى شهر ربيع الآخر.

وفى هدا الشهر، قبض السلطان ايضا على الامير بها الدين بغدى الاشرفى.

وحمل الى القاهره، واعتقل بالقلعه المحروسه، ولم يزل فى السجن حتى توفى به.


(١) من: ما