شئ آخر وافعل ما شيت أن تفعل. -فسيّر ذلك القايد يعرّف الملك المسعود بصورة الحال
ومن عجيب الاتّفاق أنّه كان قد حضر للسلطان علم الدين سنجر أبى (٤) الملك المسعود سبى من هذه البلاد، فاتّخذ لنفسه من ذلك السبى جارية حسنا هنديّة فتسرّى بها، فحملت منه بهذا الملك المسعود. فلمّا وصل الخبر من قايد الجيش بما كان من أمر الملك المستأسر ويستأذنه فيما يفعل فى أمره، فاستشار والدته فيما يفعله فى أمر الملك. فبكت وقالت:
يا ولدى، أو ما تعرف من هو هذا الملك؟ -فقال: لا والله. -فقالت:
هو والله خالك وأنا أخته. -فلمّا ثبت ذلك عنده أمر أن يكتب إلى مقدّم عساكره أن يطلق الملك ويحسن إليه. وبعث إليه بخلع كثيرة، وكتب إليه بردّ بلاده عليه، وأن يكون نايبا له بها. فلمّا وصل إلى الملك ذلك علم الأمر الخفىّ فى ذلك، واطّلع على جليّة الخبر، وعلم أن الملك المسعود ابن أخته. ففرح فرحا شديدا. ثمّ إنّه توجّه إلى بعض بلاده وأظهر من مواضع خفيّة عدّة مطامير بها أموال عظيمة مكتنزة من عهد آبايه وجدوده. وأضاف إلى ذلك هدايا جليلة لا يعلم لها قيمة، وبعث بجميع ذلك للملك المسعود، وبعث يقول له: إنّ لك عندى عدّة مطامير من عهد آبايى وأجدادى ومهما اعتزت من الأموال والجواهر، أنا أمدّك به، فاستخدم الرجال وانتصر بهم على جميع أعداك وأنا خالك ونايبك ومملوكك. وعندى أربعين سربا أقلّها مثل الذى أخذه مقدّم جيشك والسلام