للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليك، والحرب سجال: فيوم لك ويوم عليك، وليس هذا ممّا تعاب به الجيوش، ولا أشدّ الوحوش، فإنّ لمن قهر لابدّ أن يقهر، وهذا كان بالقضاء والقدر

وأمّا قول الملك: إنّه لمّا التقينا معه مزّق جيوشنا كلّ ممزّق، فهذا مثل بكم كان أليق. وإن كان الملك كان غايب الجأش لعظم هيئة جيوشنا وصولته، فليسأل من أصحابه وكبار دولته، كيف لم يحضرهم من جيوشنا إلاّ (٧) البعض، وكيف طرحوا معظم مغلكم على الأرض، وليس ينكر هذا لوقايع جيوشنا ومواقع سيوفنا من رقاب آبايه وأجداده، وما من حوى بيتكم إلاّ من هو إلى الآن لابس حداده، وسيوفنا فإلى الآن تقطر من دمايهم، وخيولنا فإلى الآن حفاة من دوس جماجمهم (١٠)، وإن كان جيشك قد داس أرضنا مرة، ودخل بلادنا كرّة، فبلادك لغاراتنا مقام، ولسيوفنا ذمام، فلا تغترّ بالزمان، فكما تدين تدان

وأمّا قول الملك إنّه ومن معه يعتقدون قولا (١٣) سرّا وعلانية، فإنّ الذى جرى بدمشق فى جبل الصالحيّة. فليس يخفى على الملك إن كان مثل هذا يكون من فعل المسلمين بالمسلمين، أو عمل من هو متمسّك بهذا الدين، فأين وكيف وما الحجّة؟ وحرم بيت الرحمن الهناء يشرب فيه الخمور، وتهتك فيه الستور، وتطمث فيه البكور، وتقتل فيه المجاورون، وتؤسر (١٨) الخطبا والمؤذّنون، ثمّ على رأس خليل الرحمن، تعلّق الصلبان، وتهتك النسوان، ويدخل الكافر نجسا (١٩) سكران. فإن كان ذلك عن علمك


(٧) إلا: الى
(١٠) جماجمهم: جمايهم
(١٣) قولا: قولاو
(١٨) تؤسر: تاسر
(١٩) نجسا: نجس