للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منشوره بإمرته، بيان صدقه من كذبه، قال: فأمر الحاجب فأخرج أمير علىّ من قدّامه

قال المجيرىّ: ولمّا خرجنا على أنّهم يرمونا فى المنجنيق خرج مرسوم ثان بأن يحبسونا فى المدرسة، ولا يمكّنوا أحدا من العبور إلينا، ولا نخرج ولا نعبر. وضيّقوا علينا غاية الضيقة فى طول تلك المدّة، قال: فعلمنا أنّ نحن من المغضوب عليهم من جهة غازان

قلت: وتمام كلامه يأتى عن ذكر خلاصه ومجيه إلى الديار المصريّة إنشاء الله تعالى

وفيها كان فتنة فتح الدين بن البققىّ، وذلك أنّه كان رجلا متضرّعا (٩) بعلم جيّد. وكان فيه مقافزة وشمم وتطوّل على الناس بلسانه. وتسلّط على أعراض الكبار من القضاة وغيرهم. وكان كثيرا (١١) ما يلعب بلسانه فى حقّ الشرع المطهّر خلاء وملاء. فلمّا كان نهار الاثنين الرابع والعشرين أحضر المذكور من السجن، وهو فتح الدين أحمد بن البققىّ الحموىّ، إلى بين القصرين، وأوقف (١٤) قدّام شباك دار الحديث، وهى المدرسة الكامليّة، والموالى القضاة الأربعة جلوس داخل الشباك، وجماعة العدول والفقها والمشايخ، وهو يلفظ بالشهادتين. وكانت البيّنة قامت عليه من قبل ذلك بمدّة. وكان يستحرم لتعلّقه بخدمة الأمير شمس الدين سنقر الكمالىّ أمير حاجب. فإنّه كان يلاعبه بالنرد فحصل بينهما ذات يوم فى الملاعبة مخالفة، فشطح ابن البققىّ بكلامه. وكان ربّما أنّ الأمير شمس الدين عوتب فى الباطن بسببه وتقريبه، فجعل ذلك الكلام فى ذلك الوقت سببا


(٩) رجلا متضرعا: رجل متضرع
(١١) كثيرا: كثير
(١٤) وأوقف: واقف