للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى الشيخ الصالح عمر السعودىّ رحمه الله فى زاوية سيّدى الشيخ أبى (٢) السعادات ودفن بها. وكان من الصلحا الفحول، الكبار العلم والعمل.

وكان له وجاهة عظيمة فى الدولة المنصوريّة والدولة الأشرفيّة، حتى كان الشهيد الملك الأشرف-إذا ركب نحو بركة الحبش-ركب الشيخ عمر هذا إلى جانبه حماره. وكان بينه وبين الوالد رحمه الله أخوّة وصحبة متأكّدة.

قال الشيخ عمر للوالد وأنا أسمع: إنّ السلطان الملك الأشرف كنت مسايره ذات يوم وهو بقرب الزاوية، فوقف الفرس الذى تحت السلطان وبال. فقال الشيخ: ينبغى أن يكون هنا تذكار حسن لمولانا السلطان. -فقال: ما هو -يا شيخ؟ -قال تحفر بير الزاوية وبحر الماء على قناطر إليها. -فأمر بذلك، فهى البير الجديدة التى تجرّ إلى الزاوية، وطلعت عذبة الماء بخلاف البير العتيق. وكانت الزاوية فى أيّامه يعجز الوصف عن جميع محاسنها وكثرة خيرها وترادف فتوحها. وكان يوم سبت العادة يروح بها أوقات عظيمة لا يتأخّر عنه كبير ولا معتبر ولا مقرئ ولا واعظ. والسعيد الذى يلحق نوبة للكلام مع التخفيف مع خيرات كانت تعمل! فسبحان من يغيّر ولا يتغيّر! ولمّا توفّى الشيخ عمر كأنه جرّ جميع ذلك معه، فمات ذلك الخير لموته. قال العبد الواضع لهذا التأريخ، أضعف خلق الله وأفقرهم إليه:

سمعت الشيخ عمر يقول: سمعت الشيخ مفتاح يقول: سمعت سيّدى الشيخ أبا (١٨) السعادات يقول: إنّ صاحبى الواحد، أو قال: الواحد من أصحابى، ليشفع يوم القيامة (١٩) فى سابع جار من جيران داره. -وهذا القول عن تمكّن كثير. ولسيّدى الشيخ أبى السعادات أحوال خوارق، أثبتّها حسبما اتّصل


(٢) أبى: أبو
(١٨) أبا: ابى
(١٩) يوم القيامة: يوم القيمة