للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساطى، فوصلا إلى دمشق يوم الأحد مستهلّ ذى القعدة، وحلّفوا من بها من الأمرا للسلطان الملك المظفّر، فريسة السلطان الملك الناصر الليث الغضنفر (٢).

وكان تحليف أهل دمشق بالقصر الأبلق، وكلّ من الناس فى أيمانه يزوّق، لا يحقّق

وأحضر أيضا كتاب عن مولانا السلطان الملك الناصر، ادّعى نايب الشأم أنّه أنفذ إليه، وكان مكذوبا عليه، يتضمّن أنّه صحب الناس مدّة عشر سنين لم يؤذى أحدا (٧) ولا أخرب بيت أحد، وأنّه قد اختار الانقطاع والعزلة فى الكرك المحروس، وليس له غرض فى الملك، وأنّه يأمرهم بالسمع والطاعة لمن يولّيه الله تعالى هذا الأمر، وأن تكون الشأميّين والمصريين متّفقين الكلمة، وأنّ نزوله عن الملك برضاه، لا اغتصاب. -وجميع ذلك لم يكن له صحّة، وإنّما كان مفتعلا (١١) عليه، أحسن الله إليه. وقرئ هذا الكتاب على الأمرا بدمشق قبل التحليف، وأثبتوه على القاضى المالكىّ، وأنفذوه باقى القضاة. ثمّ شرعوا فى دقّ البشاير بالقلعة وعلى دور الأمرا، ونادوا فى البلد: سلطانكم المظفّر ركن الدين بيبرس، ادعوا له! -ثمّ أمر أن تزيّن دمشق. واستمرّ ذلك إلى يوم الأحد ثامن ذى القعدة

وحضر نايب السلطان يوم الجمعة المقصورة لسماع الخطبة. حكى لى الملك الكامل رحمه الله، قال: كنت مع الأمير جمال الدين الأفرم، وقد حضرنا لسماع الخطبة باسم الملك المظفّر وإسقاط اسم الملك الناصر حماه الله تعالى. قال: فلمّا وصل الخطيب إلى عند الاسم سها (١٩) فدعا للملك


(٢) الغضنفر: الغظنفر
(٧) أحدا: احد
(١١) مفتعلا: مفتعل
(١٩) سها: سهى