للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغنى ممّن أثق به أنّه لمّا نفق فى الجيش فتح له فأل من الختمة المطهّرة، فطلع فى أوّل سطر {لَوْ (٢)} أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (٣) قال: فطبّق الختمة وبكى، وقال: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم

ثمّ إنّه جرّد العساكر وجعل المقدّم عليهم الأمير سيف الدين برلغىّ، وكان أخاه (٦) ومعتقدا عليه اعتقادا عظيما، وأنعم عليه بثلاثين ألف دينار عين مصريّة. وخرجت العساكر كما قال الله تعالى {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّى} (٨) فتقدّم الأمير جمال الدين آقوش الأشرفىّ نايب الكرك ونزل بمنزلة الصالحيّة بمن معه من الأمرا. ونزل الأمير سيف الدين برلغىّ بمنزلة الخطّارة

وكنت قد ظهرت بعد ذلك وخرجت إلى الوالد. فكنّا مع الأمير سيف الدين برلغىّ. فلمّا كان يوم الأحد رابع عشر رمضان المعظّم حضر إلينا شخص بدوىّ من العايد يسمّى ركاب بن ريّس وقال لنا: هذا ثوى من عند الملك الناصر وعاينته بعينىّ هاتين، وهو كالأسد وجميع النوّاب فى خدمته. -وعدّدهم واحدا واحدا (١٥). فلمّا سمع الوالد ذلك منه أخذ البدوىّ وأتينا به إلى الأمير سيف الدين برلغىّ وهو جالس بالشّتر الكبير بمنزلة الخطّارة. فلمّا رأى الوالد طلبه إلى عنده وتحدّث معه ساعة. وأذّن المغرب فصلّينا جميعا. وقام برلغىّ إلى الخيمة المناميّة وقال: جمال الدين، أحضر لى هذا البدوىّ! -فتوجّهت أنا وأحضرته. ودخل إلى عنده الخيمة المناميّة. فقال له: حدّثنى ولا تكذب، أشنقك. -فشرع


(٢) لو: ولو--ما فى: ما
(٣) السورة ٨ الآية ٦٣
(٦) أخاه: أخوه
(٨) السورة ٥٩ الآية ١٤
(١٥) واحدا واحدا: واحد واحد