للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحدّثه من أوّل قدوم مولانا السلطان إلى دمشق إلى حين ما قال: ووصل إليه الأمير شمس الدين قراسنقر من حلب، -فقال برلغىّ: تكذب، يا قوّاد، الأمير شمس الدين ما جاءه. -فقال: يا خوند، وحياة رأسك، رأيته بعينىّ هاتين-وأشار بإصبعه إلى عينيه-وأنا رفيقهم إلى الرملة. -فقال برلغىّ:

كذبت يا فاعل يا تارك! يا جمال الدين، أخرج وسّط (٥) هذا القوّاد! -فقال:

يا خوند، أنا قد حصّلت، (فإن ردت توصطن وصطن، وإن ردت تشنقن اشنقن) (٧). فأنا، والطلاق يلزمنى (٧_) ثلاثا، رأيته بعينىّ وهو مع الملك الناصر فى قلب الحلقة. -يقول البدوىّ بهذا اللفظ: بعينه، وأنا أسمع، فسكت ساعة. وقال: أخرج وسّطه! -وعيّط عيطة قوية. فجرّينا البدوىّ وأخرجنا <هـ> وجرّدناه من ثيابه. وجذب السيّاف السيف ومدّيناه. فخرج مملوك اسمه قرا، فقال: إن صدق لا توسّطه. -هذا كلّه والبدوىّ يصيح:

وحياة الأمير! ما كذبت. واجعلنى عندك فى الزنجير! فإن كنت (كذبت وسّطن) (١٣)، وأنت فى حلّ من دمى. -فرسم: أرجع أن ندعه فى الزنجير. - ثمّ طلب والدى وقال: يا جمال الدين، خذ هذا القوّاد إلى عندك ولاطفه واستصحّ خبره، ولا تنام حتى تردّ على (١٥) خبره. -فأخذناه وأتينا به وطاقنا وغلبنا فيه وهو ما يخرج عن قوله

فبينا نحن معه فى الكلام إذ حضر مملوكه قرا وقال: أمير جمال الدين، كلّم الأمير. فخرجنا أتينا إليه، فوجدناه لابس خفّه ببغلطاق تترى مسدود وقدّامه موكبيه. فلمّا رأى الوالد تحرّك له وأقعده وقال: أيش


(٥) وسط: وصط
(٧) فان ردت توصطن وصطن وان ردت تشنقن اشنقن: لعلها لهجة بدوية فى «أردت أن توسطن وسطن وإن أردت أن تشنقن اشنقن
(٧_) يلزمنى ثلاثا: يلزمه ثلاث
(١٣) كذبت وسطن: كذب وصطن
(١٥) على: عليه