للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السعيديّة. فنزلنا وصلّينا الصبح، وركبنا فأشرفنا على الخطّارة أوّل الثانية

فلمّا رآنا قراسنقر ركب فى عشرة مماليك ووالدى معه، والتقى أسندمر، وساقا لبعضهم البعض، وتكارشا ونزلا جميعا ولم يكن معهما ثالث، وتحدّثا ساعة زمانيّة. هذا وأنا أنظر إلى ما يفعل بيبرس. فلمّا رأى أسندمر أيقن بالموت. فأخذ شربة نحاس ودخل الخربشت، وخرج توضّأ، وفرش منشفة ووقف يصلّى، فصلّى ركعتين خفيفتين وجلس فى صيوانه وفى يده مسبحة. ثمّ إنّ الأميرين مشيا نحوه، فخرج إليهما وعانقه أسندمر وجلسوا جميعا (٩). ثم أحضروا كريم الدين الكبير وطومان وتكا، وقال قراسنقر لوالدى: يا جمال الدين، قيّد هؤلاء وسيّرهم على البريد. - فذاك الوقت وقعت الصرخة من مماليك بيبرس، وقطع طومان شعره وكذلك تكا، ورموهما على بيبرس وعاد بكا وعويل ونواح من تلك المماليك بالتركىّ. ثمّ أخذنا هؤلاء الثلاثة، وجاء الحدّاد وقيّدناهم تحت الحوض الذى بناه فيها القشّاش. وسفروا على البريد المنصور فى الترسيم.

ثمّ إنّ قراسنقر ركب وتوجّه إلى نحو الشأم، وركب أسندمر واستصحب بيبرس وتوجّه إلى ناحية القاهرة. وأخذوا فى ذلك الوقت سيفه وحياصته ومهاميزه، وركّبوه فرس بريد. وكان لم يزل فى دسته ومركوبه مع قراسنقر حتى تسلّمه أسندمر. ورجعنا ولم نزل سايرين إلى العصر أشرفنا على بلبيس. وأخذنا من ظاهرها القبلىّ بطريق الرمل، وبيبرس راكب فى وسط (٢٠) الحلقة إلى جانبه سنقر صهر أسندمر، وأسندمر قدّامهما،


(٩) جميعا: جميع
(٢٠) وسط: وصط